الجمعة، 7 أكتوبر 2016

كيف نعدل من أوضاعنا السياسية؟

بسم الله الرحمن الرحيم
كيف نعدل من أوضاعنا السياسية؟
     درس اليوم هو ببساطة عن السياسة والسياسيين، وهذا الدرس له علاقة بالسعادة من ناحية توفير طاقة السياسيين وجعلها طاقة نظيفة لا تزيد الأوضاع العربية سوءً على سوئها، لا أتكلم عن الاستسلام للفشل معاذ الله، بل أتكلم عن [توظيف الطاقة بحيث تصدر طاقة نظيفة وأكثر إنتاجية].
     هذا التوظيف هو المرتبط بالسعادة، فبدل ما نبذر طاقتنا في السياسة ويلقى بنا في السجون أو على الأقل لا نجد التأثير الفعلي، أو (إن كنا من التحت 1% الناجحين في التغيير الاجتماعي عن طريق السياسة) لن نجدها إلا بعد سنوات طويلة أقلها قرن كامل!، فالأجدر بنا هو أن نوظف تلك الطاقة في إنتاجية سريعة تؤدي لنفس ما نريده من السياسة بدون الطرق القديمة التي أدت إلى ما نعاني منه في أوضاعنا السياسية العربية الحالية.
     الطريقة هي نشر الوعي بالتعاون الإيثاري (انظر الدرس الثاني) بدل نشر ثقافة الربيع العربي أو التعديل الجذري الاجتماعي عن طريق السياسة أو غيرها من الأفكار التي جربتها الأمة العربية بلا فائدة تقريبًا، إن لم يكن بجر الوبال على رأسها.
     فلو توحدت جهود اثنى عشر ألف شخص فقط، وقاموا بتأسيس جمعية لتوزيع السعادة، واستمرت الجمعية لعدة سنوات، فستكون تلك الجمعية قادرة على توزيع السعادة على الـ 12000 شخص بطريقة مكتفية ذاتيًا.
     فمثلًا لو دفع الـ 12000 ما قيمته 750 في السنة (لاحظ في السنة) فستكون الجمعية قادرة على بناء شقق بأسعار مناسبة لبعض المشاركين، وفي السنة القادمة سيكون هناك ربح من الشقق – حتى ولو كانت بأسعار بسيطة ومناسبة للساكنين – بالإضافة للـ 9 ملايين، هكذا يتم بناء شقق أخرى وتأجيرها، وفي السنة القادمة سيكون هناك دخل عمارتين مضاف لها 9 ملايين!، وهكذا تستمر الدائرة حتى يتم إنشاء مصنع مياه ينتج المياه المعبأة، وهكذا يقوم الـ 12000 شخص بالتوقف عن شراء المياه المعبأة الخاصة بالتجار، ويتشرون 8 علب من الماء يوميًا – توصلها العمارات لهم – وهذا يعني أنهم يدفعون سنويًا ٣٤٥٦٠٠٠ بل أكثر!، والثمان علب هي فقط ما يجب شربه – صحيًا – بالنسبة للفرد الواحد! فما بالك بعائلاتهم!
     لاحظ هنا – فقط هنا فالمجال لا يتسع لشرح توسع الجمعية أكثر وأكثر – أن المواطن لم يدفع – سنويًا – سوى (أجار شقته المناسب (لاحظ أنه تخلص من جشع تاجر ما)+ 288 لعلب المياه سنويًا (وهي تبرع في الحقيقة وكانت فيما سبق تدفع لأحد التجار)+750 سنويًا كعضوية في الجمعية وتبرع لتحريك نشاطاتها.
     بينما الربيع العربي ذو النتائج المحدودة – لو كان عنده نتائج – دفع المشاركين فيه أرواحهم وبيوتهم ووقتهم والكثير الكثير من المال!.
     ما رأيكم هل الربيع العربي أفضل، أم هذه الجمعية، ولماذا؟ شاركونا برأيكم هنا، وتابعوا الدروس السابقة لمن لم يطلع عليها وانتظروا دروسنا القادمة عن حكمة السعادة، ويعتبر هذا الدرس من الدروس التي تتكلم عن التعاون الإيثاري وقيمته المجتمعية والسياسية.

تم الدرس

هناك تعليقان (2):